بسم الله الرحمن الرحيم
قد ننحني للريح عند هبوبها لكننا للريح لا ننقادُ
مطر العقيدة سوف يجرف افكها كل الأصابع تحتهن زنادُ
أهواك يا خير الرجال ونورهم وأراك في كبد السماء عمادا
أوقدت نار الحب حبا صادقا وقدحت في قلب المحب زنادا
هل أنت نادم على ما فعلت؟؟
قال : لا يمكن أبدا ، لا والله
قلت له بخجل واعتذار شديد : لماذا أنت و أحد رفاقك كنتما حزينين جدا أمام شاشة التلفاز الفارسية ؟؟ قال :
الشهيد البطل راضي : قبل أن أبدأ في الجواب أود أن أطرح عليك الأسئلة التالية : هل شاهدت أنت اعترافاتي واعترافات الرفاق على التلفاز الفارسي ؟ كم كان وقت تلك الاعترافات ؟ هل شاهدت قاضي التحقيق أو المحامي أو ضباط المخابرات ؟ وهل شاهدتنا حزينين ؟
قلت لشهيدنا البطل نعم أنا شاهدت وأستطيع أن أجزم لك أن أغلبية الشعب العربي الأحوازي شاهد الاعترافات بالكامل وأنا بالذات شاهدتها عشرات المرات وحتى تم تسجيلها لأن المحتل الفارسي قبل أيام من بثها قام بدعاية نشرها وسميت بالفارسية جلوه هاى توهم و كنتم جميعا أمام شاشة التلفاز الإيراني ولم نشاهد القاضي أو المحامي أو ضباط المخابرات على شاشة التلفاز إطلاقا، وكانت الاعترافات ما يقارب خمس و خمسين دقيقة أو أكثر وصراحة لم نشاهد منك أو من أحد رفاقك الضعف أبدا إلا علامات الحزن، ولكن هذا السؤال سمعناه من بعض الجبناء والعملاء والمرتزقة و مرضى النفوس وبايعي الضمائر والمهزومين والمتخاذلين !!! و كان تحليلنا أن كل ما تقولون أمام شاشة الجلاد المحتل الفارسي لكم الحق فيه وكل ما نرى منكم يستحق التقدير. ومع وجود آثار التعذيب التي كانت واضحة على وجوهكم ولا تتطلب الكثير من الذكاء كي يراها الإنسان، كنتم في نظر أغلبية الشعب الأحوازي كنخيل الأحواز الشامخ أمام المحتل الفارسي وأثبتم قولكم الشهير :
آنه ابن الطك وابن الدان وابن المادنك سلمان
للموت او ما أضحى ابكاعي والفرس ايعرفون أطباعي
وثبت كلامكم من خلال الاعترافات عندما تحدث علي أبو سلمى و عبد الله أبو جهاد وهم رافعين الهامات. حيث عندما كان يلفظ اسم الحركة واسم جناحها العسكري كان يلفظ بالكامل وفي العربية أيضا و كأنكم تريدون أن تقولوا لشعبكم، لا يهم إذا نحن اعترفنا أو قدمنا الاعتذار على التلفاز لمن قتل في تلك الأعمال البطولية ، بل المهم هو أن الأعمال التي نفذت على أيدينا هي بإرادتنا ولم يرغمنا أحد عليها … وتحدث محمد الكعبي أبو وائل (أبو عمار) عندما قال بالفارسية في أحد لقطات هذا الفيلم و كان يرفع يمينه إلى الأعلى ثلاث مرات ويقول ( برچم ما چون بايين آمد به مرور زمان فوقش ده سال يا بيست سال ديگر مى توانيم برچم خودمان را بالا ببريم واعلام استقلال كنيم ) وهذه اللقطة حسب تحليلي المتواضع ، لم تحذفها المخابرات لأجل كسب شعبية للنظام المحتل بإثارة الحس القومي الفارسي ضد شعبنا الصامد المجاهد المتمسك بأرضه وعروبته وفي لقطة ثانية لاعتراف الشهيد محمد أبي عمار الذي أثبت رباطة جأشه العالي في عملية قائم مقامية عبادان عند ما كان يقول بالفارسية (بازرسى نكردند كيف را براى بار سوم ) و هذا الموقف يثبت العزم و الإرادة الفولاذية لتنفيذ الواجب المكلف به وهذا يعني أن البطل جرب الدخول مرتين وفشل بسبب الحراسة المشددة في القائم مقامية والمرة الثالثة تمكن من الدخول …المخابرات أرادت أن تظهر الأبطال أمام شعبهم أنهم ضعفاء !!! ولكن لم تستطع و بفضل الله وبغباء هؤلاء الفرس ثبت للشعب أن أبطالهم لم ولن يكونوا ضعفاء مادام اختاروا طريق الاستشهاد، و أنهم كانوا يصرون على دخول الأماكن المستهدفة و لا يهمهم التفتيش والحراسة المشددة لإكمال المهمات الصعبة .
عبد الله آبو جهاد (چگونگى ونحوه ورود به فرما ندارى دزفول (با تبسم ) بعنوان أرباب رجوع با دو كيف يكى حامل مواد منفجره وديگرى حامل كتاب ) .
أبو ياسر ( دو كيف داشتيم بار اول كيف را بازرسي كردند بار دوم كيف را بازرسى نكردند بار سوم كيفها را با همديگر عوض كرديم و بطرف ساختمان اصلى فرماندارى رفتم ).
يبين عبدالله أبو جهاد في الاعتراف العزم على الاعتماد الذاتي ( به اين نتيجه رسيديم كه تشكيلات از لحاظ اقتصادي بحدى و به جايى برسد كه خود را جم وجور كند وبخود كفائى برسد به همين دليل تصميم گرفتيم كه طرح سرقتهاى مسلحانه را اجرا كنيم )
مالك التميمي عند حمل المتفجرة لإيصالها في يوم استثنائي حيث كانت زيارة احمدي نجاد للأحواز وكان خلف أبو زيدان مراقبا له يقول : (طارق به من گفت هواست باشه اگر دستگير شدى تو را می كشم ) وهذا الموقف إن دل على شيء يدل على الإيمان والإخلاص للأهداف والمبادئ ….و كل هذا يثبت لنا نحن هذا الشعب المجيد أنكم لم تكونوا ضعفاء ولا تستطيعون أن تقولوا آسفين على تلك الأعمال ما لم تكونوا مرغمين على قول كلمة آسف!! وأيضا قلت لشهيدنا البطل أن شعبكم يفهم ويعرف ظروفكم ويقدركم بكامل التقدير .
ثم قال الشهيد راضي لا يمكن أن أبكي في هكذا ظرف و أمام شاشة التلفاز رغم أنني لا أخجل من البكاء في الحالات الإنسانية وفي الظروف الطبيعية….لأنه صراحة كنت قبل أيام أعلم أن المخابرات الفارسية تريد أن تصور اعترافات منا حيث أبلغني أحد ضباط المخابرات و من خلف باب الزنزانة وقال لي بالفارسية تريد المخابرات أن تصور اعترافاتكم و كن قويا وصور للتاريخ وكانت أقوال هذا الشخص تدفعني للأمام وازدادت قوتي أضعافا وابتسمت للشهادة, فبعد الشهور التي أمضيتها في هذه الزنزانة الموحشة أدركت جيدا أنه بعد الاعتراف أمام شاشة التلفاز سنواجه حبل المشنقة و سنرتاح من الجحيم الذي كنا فيه و كلام هذا الشخص أثار إصراري على التحدي من جديد و ابتسمت للشهادة و قلت الموت ايموت لو واحد لأخر كاله هيا وبعد يومين سمحت لنا المخابرات في الاستحمام والحلاقة وترتيب ظاهرنا وكنت أعلم لماذا هذه المعاملة المفاجئة، فقبل شهر كنت أعاني من شدة الألم في أحد أسناني وكنت قد طلبت من المجرمين إعطائي بعض الحبوب المهدئة أو كماشة فقط لارتاح من هذا السن اللئيم ولم أحصل على شيء و لكن هذه المرة جاء الطبيب بنفسه وخلصني منه كي نكون جاهزين للتصوير وأعتقد من الخلال التصوير كان الورم واضحا جليا على وجهي…
و أنا آسف واعتذر من أبناء شعبي إذا شاهدوا مني نوعا من الحزن و أرجو أن يدركوا الظروف الصعبة التي عانيناها طوال هذه الشهور التي أمضيناها في زنزانات المجرمين. و أتساءل من البعض الذين يتحججون بمثل هكذا مشاهد وأسألهم أولا” لماذا ينظرون لهذه المواقف نظرة سلبية و يعتبرونها انهزامية ، والجميع يعرف أنه لكل إنسان عواطف ومشاعر تظهر في وقت الفرح و في وقت الشدة ، دون أن يكون له السيطرة على عدم إظهارها. ثم كيف لنا أن نكون كما يشتهي البعض و أن نبتسم والجروح تنزف في داخلنا ونحن مقيدين أمام مجرم لا يعرف الرحمة و يحمل أحقاد ماضيه الأسود.
فليعلم شعبنا الجبار أن الوقت الذي أمضيناه خلال هذه المسرحية مقابل الكاميرا طال أيام وليس خمسا و خمسين دقيقة و آخر يوم فقط كان ما يقارب أربعة ساعات.
فليعلم شعبنا الجبار أن العدو المحتل لديه القدرة والنية أن يستخرج من خلال هذه الساعات الكثيرة خمسين دقيقة ليشوه صورتنا أمامكم .
فليعلم شعبنا الجبار أن المجرمين كانوا يحيطون بنا وبكلامهم المهين للشرف الإنساني و للعرض و كانوا يطلقون علينا الكثير من الكلمات الجارحة بالفارسية مثل انكل , و يروس , سوسك و…
ورغم هذا لم نكن خانعين وكنا نتحداهم ونتشاجر معهم طوال الوقت وكانوا لا يستطيعون أن يصوروا من أي واحد منا حتى خمس دقائق متواصلة فقط.
فليعلم شعبنا الجبار أن العدو أراد أن يصور منا مشاهد جماعية وفي مكان واحد و لكنه لم يفلح في ذلك ولم يستطع أن يصور حتى خمس دقائق فقط. فبعد أن جمعنا المحتل مع بعض ذات مرة تكلم معنا رفيقنا البطل علي أبو سلمى و رفع من عزيمتنا وقال يا إخوان كونوا أقوياء ، اليوم سنخلق موقفا بطوليا وكنا مقابل ثلاث كاميرات تحيط بنا جلاوزة النظام وبعد أن ارتفعت أصواتنا قام أحد المجرمين وهدد أبا سلمى بكلام مهين يندى له جبين كل إنسان حر فما بالك إذا كان عربيا أصيلا حيث قال المجرم إلى أخينا علي أبي سلمى : هل تعلم أن زوجتك الحبيبة في يدنا ؟….. (الأسيرة المناضلة فهيمة البدوي)
وبعدها أغرقت عيوننا بالدموع واشتدت الهمة فينا وارتفع الغضب العربي و قمنا وتحديناهم رغم السلاسل وجعلناهم يندمون على ما يقصدون … يمكن أن لا تصدقوا فبعد ذلك لم يتجرأ العدو في جمعنا أمام شاشة التلفاز و كان يصورنا فرادى و يريد منا فقط أن نبين ما قمنا به من أعمال ونحن شرحنا كل شيء وأتذكر آخر تصوير اعتراف لي كان ما يقارب أربع ساعات والأخوة الآخرين لم أعرف عنهم شيئا إلا بعد أن جمعونا مع بعض في السجن …
في فترة خروجي من السجن راجعت مشاهدة تلك المشاهد المصورة مرة أخرى حيث كنت لم أنتبه إلى هذا الموضوع وهو أن جميع اللقطات كانت لا تزيد عن الثواني لكل هؤلاء الأبطال و انفرادية طبعا وما كتبت أنا بالفارسية هنا كلماتهم الحرفية دون أي تغير أو تصحيح و أختم كلام الشهيد ببيت من الشعر العربي للشاعر الكبير نزار قباني حين يقول ::
لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
فأقول للذين ينظرون لحزن أبطالنا أمام الشاشة انهزاما في المواقف، أقول أنكم خاطئون فهذا حزنٌ مصطنع ومفروض عليهم و إذا راجعنا التاريخ نرى أن الإنسان من خلال الآلام والحزن قد يصنع المستقبل ويصل للسعادة الحقيقية و…
قلت له في وثائق اعترافاتكم التي تسربت من المخابرات الإيرانية على يد شرفاء وأحرار هذا الشعب المجيد وعلى أثرها تم اعتقال واستجواب المحامين وغيرهم ،أنه في أحد اعترافاتك كنت تتكلم عن صنع صاروخ وهذا الخبر كان محيرا للجميع ، ما هي صحة هذا الموضوع ؟(طراح موشك ) وأيضا في إحدى هذه الوثائق يذكر أنكم وضعتم خطة للهجوم على وزارة العدل في طهران (ديوان عالي كشور ) والمؤسسة المركزية لمشروع قصب السكر في طهران وأيضا خططا لعمليات مسلحة في نوروز 2005 ؟؟ وقالت المخابرات (بطريقه معجزة آسايى اين باند كشف شد )
نحن و بهمة وجهود الأخوة في الحركة استطعنا الحصول على كمية كبيرة من المواد المتفجرة TNT و الصاعق الحراري . فالمشكلة كانت أن الصاعق كان يعمل بواسطة النار وهذا يتطلب من المقاتل أن يشعل الفتيلة ويبتعد من المكان وهذه الطريقة لا تنفع في معركتنا مع العدو لذا يجب تبديل الصاعق الحراري للصاعق الكهربائي و تمكن الرفيق قاسم سلامات (أبوعلي) الذي له خبرة في الكهرباء أن يحل المشكلة بعد وقت ومتاعب كثيرة في تجريب الصاعق الحراري كي نستبدله لصاعق كهربائي وبعد ذلك تمكنا أن نصنع الصاعق الحراري بواسطة بطارية تسعة فولت وفي الأخير ثلاثة فولت. ثم حصلنا على عداد بالاستفادة من عداد الساعة الذي يعمل من دقيقة واحدة إلى ثلاثمئة ساعة وثم تطور عملنا إلى جهاز كهربائي يعمل عن بعد (جهاز لاسلكي).
كل خبير عسكري يعلم أن الصاروخ عبارة عن قنبلة تعمل على مرحلتين المرحلة الأولى مواد تحرك القنبلة والمرحلة الثانية بعد أن تسقط على الأرض و تضرب الهدف يجب أن تنفجر. و لأنه كان لديّ جهاز حدادة استطعت أن أصنع القالب في مرحلتين . في المرحلة الأولى للصاروخ تمكنوا الاخوة في مساعدتي وذلك بالحصول على مواد ما تسمى الخرج مما تبقى من مواد طلقات المدافع في الحرب الفارسية– العراقية والكبريت الأصفر الذي يوجد في الأطنان في وطننا الحبيب و في المرحلة الثانية للصاروخ يحتاج الأمر للمواد المتفجرة TNT و صاعق حراري للانفجار عند السقوط ولكن لم يحالفنا الحظ أن نضرب مستوطنات العدو بصاروخ محي الدين الأحوازي و…
أما بالنسبة إلى التخطيط لاستهداف الأماكن الحكومية في طهران والعمليات المسلحة في نوروز لم استطع أن أحدد العمليات التي كنا نستعد لها لأنها ليست مهمتي، فالمهمات الموكولة إلي هي صنع المتفجرات وتطوير ما تمكنا من إنجازه. أما قبل اعتقالنا بأقل من الشهر اجتمع بمجموعتنا الرفيق المناضل علي المطوري أنا والشهيد خلف أبو طارق والشهيد قاسم سلامات والقى خطابا علينا لم يكن باستطاعتي الجلوس و كنت واقفا حينها واسمع كلمات هذا الشهيد البطل وخلال كلامه تحدث الشهيد عن معاملة المحتل الفارسي الحاقد المهينة ضد شعبنا وتكلم عن المنتفضين و عن إصدار حكم الإعدام بحق الشباب الباوية وغيرهم … و قال إذا ارتكب العدو المحتل الفارسي هذه الجريمة بحق شبابنا سوف يرى أبعاد الغضب الأحوازي أكبر مما يتصور.
30-1-2008