اخبارتقارير

 الجزء الثالث: دراسة شاملة حول تفريس الأرض و الإنسان الأحوازيين

أحوازنا| المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز

  تفريس الأرض اقتصاديا

منذ احتلال الأحواز عسكريا في عام 1925 مورست ضد هذا الشعب العربي أنواع الأساليب القمعية و الاضطهاد وشتى السياسات الخبيثة من أجل طمس الهوية العربية في هذا القطر العربي. إن هذه الدولة الاستعمارية العنصرية سعت ومنذ الوهلة الأولى إلى إلغاء جميع المظاهر العربية في هذا القطر العربي والعمل على صهر الثقافة واللغة والتاريخ والكيان القومي العربي الذي كان سئدا  للمجتمع الأحوازي ، في البوتقة الفارسية من خلال حرمان الشعب العربي في الأحواز من جميع حقوقه المشروعة مثل التعليم والتدريس باللغة العربية التي تعد من أهم ركائز بناء الأجيال الجديدة المتنورة و فرض لغة ثانية غريبة عليهم مما سببت هذه السياسة الاستعمارية ابتعاد صانعي الغد الزاهر من التطور والتثقيف وكل هذه الأساليب توازيها  سياسة إرهاب وتخويف وبطش مما سببت في تضعيف الإنسان الأحوازي من ناحية اللغة العربية رغم أن إرادته عربية أصيلة بقيت منذ الاحتلال حتى هذه اللحظة.

و يمكننا أن نلخص الإجراءات التعسفية التي مارستها السلطات الفارسية ضد الشعب

العربي الأحوازي منذ الاحتلال حتى يومنا هذا  كالآتي:

1- العمل على منع تشكيل مؤسسات حكم عربي  ثقافية و سياسية وإدارية وقضائية في الأحواز، وإعلان الحكم العسكري في القطر .

2- إنكار حق تقرير المصير للشعب العربي الأحوازي، وحرمانه من أبسط الحقوق والحريات الثقافية و السياسية الأساسية التي هي حق الشعوب في المشاركة في حكم بلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنه .

3- اقتطاع أجزاء من القطر وضمها إلى المحافظات الفارسية، وتغيير الملامح العربية للقطر مثل تغيير اسمه من “عر بستان” أو الأحواز إلى “خوزستان”، وكذلك “تفريس” أسماء العديد من المدن وأسماء الشوارع والميادين بهدف طمس الهوية العربية واستعمال أسماء فارسية غريبة عن هذه الأرض لا دخل لها في ثقافة هذا الشعب العربي .

4- منع المواطنين العرب من ارتداء الملابس العربية في الدوائر والمدارس والأماكن الحكومية واليوم وفي ظل الحكومة اللاإسلامية يطبق فرض حظر التجوال على المواطنين العرب و خاصة الذين  يرتدون ملابسهم الوطنية وأيضا”منع استعمال اللغة العربية في هذه الأماكن .

5- التدريس الإجباري باللغة الفارسية وفرض التسميات غير العربية على المواليد العرب و إعطائهم قوائم من الأسماء الفارسية لاختيار الاسم المناسب! أو أسماء ذات طابع مذهبي شيعي و هذا يتطابق مع القانون المفروض على هذا القطر العربي الذي ينص على إلغاء أي مظاهر عربية في هذه الأرض العربية.

6- تغير ديموغرافية المنطقة في تهجير المواطنين العرب من أرضهم وجلب مهاجرين فرس من البلاد الفارسية وتوطينهم في الأحواز وكل هذه الموارد التي ذكرناها موثقة وتم تسريب بعض الوثائق من داخل الحكومة المحتلة التي تدل على مثل هذه الأعمال التعسفية .

7- نقل أبناء العرب المتعلمين وحاملي الشهادات الدراسية العليا إلى البلاد الفارسية بالترغيب والترهيب حتى ينتزعوا منهم فكرة الرجوع إلى مسقط رأسهم وجلب متعلمين فرس إلى الأحواز لتغيير ديموغرافية الأحواز .

8- مصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء كانت ملكا للمكتبات أو الأشخاص، ومن ثم منع تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية على الرغم من وجود المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية،وبصفة عامة إهمال شؤون التعليم بلغة القوميات بغية تفريس الإنسان غير الفارسي وبناء مجتمع فارسي بحت خالي من القوميات و اللغات الأخرى كما يؤكدون على هذا القوميين الفرس .

9- الإهمال والتباطؤ في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإيرانية  العراقية حتى لا يرجع من نزح من تلك المناطق التي كان يقطنها المواطنون العرب فقط ، والتجاهل المتعمد لمشكلة الألغام التي خلفتها تلك الحرب، الأمر الذي يتسبب في مقتل وجرح المئات من أبناء الأحواز.

10- حرمان الشعب العربي الأحوازي من مياه الشرب والزراعة من خلال تغيير مسار روافد نهر كارون والأنهر الأخرى باتجاه المناطق الفارسية مثل “أصفهان و رفسنجان و يزد ، أو من خلال السعي لتنفيذ مشاريع لتصدير هذه المياه إلى دول الخليج العربي المجاورة .

11- انتزاع الحكومة الفارسية الأراضي الزراعية من أصحابها العرب وإقامة مشاريع قصب السكر وبناء مستوطنات فارسية لجلب مواطنين فرس بحجج العمل في هذه المشاريع .

12- مشروع إسكان العشائر البختيارية وعشائر اللُر الذي شرع به رضا خان عندما تسلم الحكم في إيران وهذا الإسكان ليس في مدنهم  طبعا بل في الأحواز العربية و إعطائهم جميع الإمكانات لإغرائهم و من بين هذه الإغرائات إعطائهم عشرات الهكتارات للعائلة الواحدة من الأراضي المغتصبة من المواطنين العرب .

هذه نبذة من أنواع الممارسات وشتى الأساليب القمعية والتعسفية بحق شعبنا والتي تتنافى مع أبسط القوانين والأعراف الدولية و الإنسانية وقد طبقت إيران في عهد رضا البهلوي خطتها لسيطرة القومية الفارسية المتطرفة في الأحواز والتي تتضمن إلغاء وتقليص اللغة العربية كلغة يتكلم بها سكان” عربستان – الأحواز ” ونقل بعض القبائل العربية قسرا إلى مناطق أخرى داخل إيران و إعادة تنظيم القطر بحيث يمكن إخفاء المعالم العربية فيه إضافة إلى هذه الممارسات شرع هذا النظام إلى طرح مشاريع اقتصادية ضخمة يغطي من خلالها على هذه الأعمال التفريسية التي أصبحت الداء الأول الذي يهدد الوجود العربي الأحوازي على أرضة . و بعد رمي ذلك النظام الفارسي الشوفيني في مزبلة التاريخ و مجيء نظام خميني المتلبس بلباس الإسلام استمر هذا النظام في ذلك النهج و في تفريس الأرض و الإنسان الأحوازيين بكل صرامة و وحشية  وباستعجال كبير في ظل تقاعس عالمي وعربي عن قضيتنا العادلة وهذه المشاريع الضخمة التي شرع بها هذا النظام التعسفي يمكن لنا أن نشرحها كالآتي : 

 

 المشاريع الاستيطانية- مشاريع قصب السكر- مشاريع نقل المياه إلى المدن الفارسية

1- مشاريع الاستيطان:                                                       

 استخدمت السلطات الإيرانية الاستيطان لأغراض عدة وذلك منذ عهد النظام السابق إلى يومنا هذا فبنيت الكثير من المستوطنات فيها ما يمكن تسميتها المستوطنات المنثورة وهي عبارة تجمعات سكانية صغيرة لكنها متغلغلة داخل التجمعات السكانية الاحوازية خاصة في المناطق الأكثر اضطرابا والهدف منها هو التجسس على الأحوازيين ورصد كل تحركاتهم. أما المستوطنات المتعارف عليها فهي كثيرة و لا تزال تبنى وبشكل أسرع من ذي قبل وأشهرها مستوطنات رامين شهر 1و2و3 ومستوطنة شيرين شهر التي وحدها تستوعب ما يقارب المليون مستوطن فارسي من أجل تغيير الديموغرافيا في الأحواز. وأقبح ما في هذه المستوطنات أنها تفصل بأسوار وجدران لعزلها عن التجمعات والمناطق السكانية العربية.وهذا بالتأكيد مخالف للشرائع الدولية والسماوية أيضا.

 

2- مشاريع قصب السكر:

إن المشاريع الضخمة ومنها مشروع قصب السكر أحد أهم الأعمال التي عمل عليها النظام الفارسي المحتل لأغراض سياسية بحتة رغم أن تسمياتها تختلف و الآراء حول هذه المشاريع متعددة وتقول أن هذه المشاريع ذات طابع اقتصادي وطني مهم له أهمية خاصة في ازدياد الإنتاج و الاقتصاد الوطني و رفع البطالة الموجودة ولكننا نجد أن  هذه المشاريع مشاريع  سياسية بامتياز وتنفذ لأغراض خاصة من قبل كل الأنظمة المتوافدة على دفة الحكم في طهران وهذه الأغراض تصب في تدمير إرادة الإنسان العربي الأحوازي والاستحواذ على ثرواته و أرضه وبالتالي سلب إرادته ومحو كل ما هو عربي على هذه الأرض العربية لتكون وبمرور الوقت أرض فارسية تابعة للسلطان الفارسي معمم  كان أم شاه لا فرق بين الاثنين.

     مشروع قصب السكر مشروع قديم جدا ويعود إلى زمن الشاه ولكنه لأسباب خاصة آنذاك لم يستطع النظام الشاهنشاهي  العمل عليه كليا بنفس هذه القوة التي يعمل عليه نظام الملالي في طهران  وبدء العمل على إنتاج السكر في إيران كان في الخمسينيات (م) من القرن الماضي بكميات قليلة جدا من الإنتاج وفي منطقة محددة من مدينة مازندران في شمال إيران  وعلى جوار بحر قزوين وفي عام 1956 م 1335ه (سازمان برنامه) إعطاء شركة أمريكية عمرانية في تقديم دراسة حول إنتاج قصب السكر في مناطق أخرى من إيران ومنها قطر الأحواز العربي و بعد عام تقريبا (1957 م .1336 )تقدمت هذه الشركة في أول دراسة حول الموضوع إلى “سازمان برنامه” ومن ثم صوّت على هذا المشروع و بدأ العمل به في البداية في منطقة سبعة تلال (هفت تبه) في منطقة السوس العربية في قطر الأحواز و ابتدأ العمل في 12 ألف هكتار من الأراضي العربية التي صودرت من الفلاحين العرب كمرحلة أولية من العمل، ثم تطور الوضع في إنتاج السكر في هذه المرحلة و انفتحت الشهية التوسعية لدى النظام و امتدت إلى منطقة أخرى من قطر الأحواز وهي منطقة تستر و أحدث أكبر مصنع لإنتاج السكر بما يسمى “كشت وصنعت كارون” و بدء العمل بهذا المشروع في عام( 1975م و 1354 )وبعد مرور 32 شهرا من العمل الدؤوب والمستمر اكتمل ثاني أكبر مصانع العالم لإنتاج السكر في عام (1977م – 1356) وعمل بصورة تجريبية أيضا واستمر العمل في إنتاج السكر، قدر لشركة كارون الزراعية أن تعمل على 25000  هكتار و إنتاج ما يعادل 200000 ألف طن من السكر الذي يشكل ربع  السكر الذي يستهلك في كل إيران شهريا ( حوالي 25000ألف طن من السكر ) ولكن النظام الإيراني استولى على حوالي 40000 ألف هكتار من الأراضي العربية وتم حرمان الآلاف من المواطنين العرب من أراضيهم وهجر الكثير منهم أيضا .

ذات صلة:

الجزء الأول: دراسة شاملة حول تفريس الأرض و الإنسان الأحوازيين
الجزء الثاني: دراسة شاملة حول تفريس الأرض والإنسان الأحوازيين
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى