اخبارتقارير

 الجزء الرابع: دراسة شاملة حول تفريس الأرض والإنسان الأحوازيين    

أحوازنا| المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز

استوعب إقليم الأحواز منذ الاحتلال الفارسي إلى يومنا هذا أنواعا مختلفة من المستوطنين الذين جاءوا من المدن الفارسية الأخرى وذلك في إطار خطة استعمارية مدروسة و مبرمجة ، منهم المهاجر غير الفارسي الذي أغري بما سيحصل عليه من فرص عمل وإمكانات مادية و رفاهية إن استوطن في الأحواز وذلك لكثرة المشاريع الاقتصادية والخيرات الوفيرة في أرض الأحواز، ويسكن هذا المستوطن الأحواز و يدخل ضمن هذه المشاريع حبا بالرخاء. والنوع الثاني من المستوطنين لهذه الأرض العربية هم أصحاب الحرف والمهن والتجار حيث أن الأحواز منطقة اقتصادية كبيرة تتسع لأعمالهم هذه و تلبي طموحاتهم وذلك بعد القروض التشجيعية التي تعطى لهم من قبل المؤسسات المصرفية الفارسية.  والنوع الثالث هم المدراء و أصحاب الدراسات والحرف الفنية الذين تأتي بهم دولة الاحتلال ضمن شريكات حكومية سياسية أمثال شريكات قصب السكر و شريكات البناء الاستيطاني وغيرها و كل هذا مبرمج وهؤلاء يعرفون مسبقا أن دورهم الأساسي محو الهوية و الجذور العربية من هذا القطر العربي .

إن قطر الأحواز يضم أكبر المشاريع الاقتصادية والاستثمارية ولكن المواطن الأحوازي يعيش تحت خط الفقر لا يجد عملا أو دعما ماديا يحافظ من خلاله على كرامته الإنسانية أو يسد به قوت يومه.

عندما يشاهد المتابع والباحث الخطط والسياسات التي تنفذ من قبل الدولة الفارسية المحتلة على أرض الأحواز من بناء مستوطنات ومشاريع أخرى يجد أن هنالك أنواعا مختلفة من المستوطنات تُبنى يوميا وبسرعة هائلة على أرض الأحواز. الأولى المستوطنات التي تبنى جنبا إلى جنب وفي جوار المدن التي تقطنها الأكثرية العربية والاستيطان و السكن فيها يكون مفتوحا للجميع عربا أو فرسا ويخصص في هذه المستوطنات جناح خاص للفرس الشاغلين و أصحاب المشاغل الحكومية ويحصرونه في سياج و أسلاك حديدية لأمنهم وهذا النوع موجود و بكثرة مثل مستوطنة برديس في غرب مدينة الأحواز و غيرها من المدن الأحوازية الأخرى. طبعا ً الهدف من بناء هذه المستوطنات هو

ألف – التفريق ما يمكن تفريقه من العرب الذين يسكنون داخل المحلات المكتظة والمزدحمة من العرب في قلب العاصمة وجذبهم إلى هذه المستوطنات الجديدة ذات المعايير الجميلة وبنفس الوقت رخيصة الثمن و إسكانهم مع الفرس بغية تفريسهم .

 ب –  شراء البيوت من العرب الساكنين في قلب المدينة بعد أن يستدرجوهم للسكن في تلك المستوطنات الجديدة من أجل أن يتسلطوا الفرس المستوطنون على قلب المدينة.

والنوع الثاني تسكنه جميع القوميات غير الفارسية والفرس أيضا و في هذا القسم تتوفر جميع الإمكانيات المادية و الأمنية للاستيطان.وهي المستوطنات التي أنشئت خارج المدن العربية ويسكنها الفرس والقوميات غير العربية الذين أتت بهم الحكومة ضمن هذه المشاريع التي ذكرناها آنفا مثل مستوطنة يزدنو ،شيرين شهر،رامين 1و2 و مستوطنة دانيال التي بنيت على أراضي الشعيبية  ومستوطنة سلمان الفارسي في مدينة السوس ومستوطنات أخرى تتسع لاستيطان ملايين من المستوطنين .

فكرة الاستيطان :

إن الفرس يرون في أرض الأحواز القلب النابض لإمبراطوريتهم الفارسية التي تضم أجزاء كبيرة من الأوطان المجاورة حسب اعتقادهم العنصري مثل العراق والكويت والدول الخليجية جميعا ويعملون كل ما بوسعهم لبناء مستوطنات أكثر وأكثر وجلب أكبر عدد ممكن من المستوطنين الفرس لهذه الأرض العربية لكي يتمكنوا من إيصال جذورهم التوسعية إلى أرض العرب في منطقة الخليج واستثمار الوقت الموجود لصالح المشاريع التوسعية في القطر في ظل سكوت العالم عن هذه القضية التي ظن الكثير أنها أصبحت من الماضي وبقت طي الكتمان. (ولكن الشعب العربي الأحوازي أفشل كل هذه الظنون في انتفاضته النيسانية عام 2005 م ).

    كما أن الفرس يعتقدون أن لا دولة بدون اقتصاد قوي ولا دولة فارسية بدون نفط وثروات الأحواز التي لا تعد ولا تحصى، ولا إمبراطورية فارسية بدون ضم أراضي أخرى ، لذا احتلال أرض الأحواز يعتبر مقدمة لاحتلال بلدان عربية تالية كدولة العراق ودول الخليج في المنطقة إن لم يتم استدراك الأمر.إذن إنشاء مستوطنات فارسية وتغيير التركيبة الديموغرافية على هذه الأرض وجلب أعداد كبيرة من الفرس وإسكانهم محل العرب الأحوازيين هي مخططات استعمارية شيطانية  لبلع هذه الأرض العربية وهضم الثقافة العربية في بوتقة الثقافة الفارسية بهدف إقامة إمبراطورية فارسية وتوسيعها على حساب الجوار العربي.

    أهمية الأحواز لإيران كبيرة ويعرفونها الفرس جيدا بسبب موقعها الاستراتيجي وإشرافها على الخليج العربي أولا ، و ثانيا، الأحواز تشكل البوابة المطلة على البلدان العربية الغنية بالثروات النفطية بالإضافة إلى الثروات التي تحتويها هذه الأرض العربية المسلوبة ، لذا فكرة الاستيطان في الأحواز في عهد الجمهورية اللاإسلامية بدأت أهميتها بشكل ملحوظ بعد الحرب الإيرانية العراقية في عام 1988 م و تحديدا في عهد المجرم هاشمي رفسنجاني  رئيس الجمهورية آنذاك  الذي يترأس مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا ، فبدأ ببناء المستوطنات واستمر على نهج سلفه الشاه المقبور ولكن هذه المرة  أخذ العمل شكلا تصاعديا ومتسارعا للاستفادة من الأجواء السائدة في المنطقة و الصمت المطبق من كل الجهات وأيضا الإعلام المغيب عن الساحة الأحوازية وما يدور فيها و عن إيران أيضا .

ماذا تقصد الدولة الفارسية المحتلة من وراء مشاريع الاستيطان :

أولا-العمل على الاحتلال الكامل لأرض الأحواز وليس فقط من خلال المعسكرات أو القواعد العسكرية بل في تكثير المستوطنين الفرس وتهجير الكثير من العرب إلى المناطق الفارسية أو بالأحرى تغيير التركيبة السكانية في القطر لصالح الفرس المستوطنين.

ثانيا- الاستحواذ على الأحواز سياسيا واقتصاديا بواسطة الكوادر المتعلمة وأصحاب الشهادات الفنية من الفرس المستوطنين .

ثالثا- بناء المستوطنات وتطويرها بأكمل الوسائل الترفيهية والإمكانات التعليمية  لإغراء المستوطنين للسكن في الأحواز وأيضا فصلهم عن العرب وحمايتهم وتوفير الأمن لهم للحط من إنسانية الإنسان الأحوازي عند ما يرى الفوارق.

رابعا- توعية المستوطنين بالثقافة القومية الفارسية الصفوية وتدريبهم لمواجهة العرب الرافضين للوجود الفارسي على أرض الأحواز عند اللزوم .

خامسا ً- تغيير المعالم  في هذه الأرض العربية و العمل المبرمج و الممنهج لذوبان الثقافة و الهوية العربية في الثقافة و الهوية الفارسية .

الجزء الأول: دراسة شاملة حول تفريس الأرض و الإنسان الأحوازيين

الجزء الثاني: دراسة شاملة حول تفريس الأرض والإنسان الأحوازيين

 الجزء الثالث: دراسة شاملة حول تفريس الأرض و الإنسان الأحوازيين

 

13-12-2007

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى