المقالات

أبـو ناهـض الأحـوازي في حــوار لـ”أخبار اليوم”: الأحواز العربية تحتاج لدعم الأمة العربية ونضالنا متواصل حتى الاستقلال

صحيفة أخبار اليوم

لماذا يجهل الكثير من العرب تفاصيل قضية الأحواز العربية وكيف تجرؤ دولة فارس على تسمية الخليج العربي بالفارسي مع أن منطقة الأحواز العربية هي التي تطل على الضفة الشرقية للخليج، ولماذا لا تقدم الدول العربية الدعم الذي يجب للمناضلين الأحوازيين في ثوراتهم المتواصلة ضد الفرس المحتلين.
هذه الأسئلة وغيرها نجد الإجابات عليها في الحوار الذي أجريناه مع عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز الأستاذ/ أحمد مولى أبو ناهض الأحوازي فإلى نص الحوار:
حاوره/ حسان الحجاجي

> في البداية نود أن يعرف القارئ اليمني من هو أبو ناهض الأحوازي؟
– طبعاً أنا أبو ناهض الأحوازي عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، نتواجد الآن بين إخواننا اليمنيين وهذا ما يسعدنا كثيراً والحقيقة أنها أول مرة نزور البلد العربي الأصيل اليمن الذي يعتبر هو العمق الحقيقي للشعب العربي الأحوازي لأن معظم القبائل العربية المتواجدة في الأحواز هي من أصول يمنية قحطانية وهذا ما يسعدنا ويشرفنا أن نكون معكم في اليمن.

> ونحن نرحب بك في بلدك اليمن ونأمل أن توضح للمواطن اليمني تفاصيلاً أكثر عن القضية الأحوازية؟
– بالتأكيد القضية ، الأحوازية هي قضية عربية بحتة ومعروف للجميع أن الشعب العربي الأحوازي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي ومن الشعب العربي ومعروف للجميع أن القطر الأحوازي السليب هو ذات حضارة عريقة تاريخية، هذه الحضارة المعروفة لها آثارها على أرض الأحواز ومازالت باقية وهي حضارة “عيلام” هذه الحضارة، قبل خمسة آلاف سنة وبطبيعة الحال هي امتداد مع الحضارة البابلية المتواجدة بين النهرين، ونحن لن ندخل في تفاصيل أكثر ولكن الأحواز هو وطن عربي يتواجد فيه الشعب العربي الأحوازي أدار هذا الوطن حكومات وإمارات عربية عديدة مثلما ذكرت الحضارة “العيلامية” كانت حاكمة منذ آلاف السنين بعد أن أسقطوها الخمينيون الفرس، كما احتلوا العراق أيضاً في تلك الآونة وقد تحرر العراق ومعه الأحواز في زمن الفتح الإسلامي وبقيت الأحواز، كما بقي العراق عربياً تحكمه الخلافة الإسلامية الأموية ومن ثم العباسية وبعدها حكمت الأحواز إمارات عربية إمارة المشعشعين وإمارة بني كعب التي كانت آخر إمارة عربية أسقطها الاحتلال الفارسي بتآمر بريطانيا عام 1925م.

> كيف تصف لنا معاملة النظام الفارسي للشعب العربي الأحوازي عقب المتغير السياسي في المنطقة العربية والمتمثل بالغزو الأميركي والفارسي للعراق؟
– طبعاً عندما احتل الأحواز عام 1925م وأسر أميره الأمير الشيخ/ “قزعل الكعبي” واقتيد إلى طهران أسيراً ومن ثم اغتياله عام 1936م وبدأت الثورة الأحوازية تواجه القوات الغازية ومنذ يوم الاحتلال في 20 نيسان “أبريل” عام 1925م إلى يومنا هذا حصلت أكثر من 15 ثورة وانتفاضة شعبية عارمة عمت مناطق الأحواز وواجهت العدو الفارسي المحتل بقوة وشراسة، طبعاً سقط الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الأسرى خلال هذه المعارك وخلال هذا النضال التحرري للشعب العربي الأحوازي، ولكن يجب أن يعرف الجميع أن النظام الفارسي العنصري فيما يسمى بإيران هو حالياً يمارس أبشع أنواع القمع والبطش والتنكيل بالشعب العربي الأحوازي لتمسكه بهويته ولتمسكه بلغته وعروبته ولمطالبته بالتحرر والخلاص من الاحتلال الفارسي، طبعاً حالياً القضية الأحوازية، مع كل هذه التضحيات مع كل هؤلاء الشهداء إلا أنها أخذت في طريقها التصعيدي والحمد لله استطاع الشعب الأحوازي أن يفجر آخر انتفاضة له عام 2005م المعروفة بالانتفاضة المباركة التي انتفض من خلالها الشعب العربي الأحوازي يوم 15 نيسان 2005م في وجه الاحتلال الأحوازي، وقد كانت انتفاضة عارمة عمت كل مناطق الشعب الأحوازي وسقط فيها أكثر من 150 شهيداً والمئات بل والآلاف من الجرحى.

> هل تحصلون على دعم عربي لمشروعكم الذي تناضلون من أجله وهو الاستقلال؟
– طبعاً إلى اليوم لم نحصل على أي دعم عربي أو أجنبي ولكن إرادة الشعب الأحوازي هي إرادة جداً قوية وجداً مثالية، لأنه لا يمكن لأي شعب أكثر من “8” عقود وهو يقع تحت الاحتلال أن يقاوم ويحافظ على هويته العربية مثل الشعب الأحوازي، فالشعب العربي الأحوازي وأنا كفرد منه وأتكلم معك باللغة العربية، أنا لم أدخل يوماً واحداً مدرسة عربية، لأنه -كما تعرف- النظام الفارسي المحتل لشعبنا منع على الشعب الأحوازي التدريس باللغة العربية، “يعني” لا يوجد في شعبنا حتى مدرسة واحدة، لا نستطيع نعمل مهرجانات عربية، لا نستطيع حتى نلبس زينا العربي، فالذي يلبس الكوفية والعقال يلقى عقوبة من النظام الإيراني، حيث يقومون بنسب تهم إليه وهو بريء منها، حيث ينسبون إليه التهم إما بعثياً أو ناصرياً أو وهابياً، إذن فهذه التهم رائجة ليوجهوا بها العقوبات على الشعب الأحوازي، ولكن بعد انتفاضة نيسان الباسلة حصل حقيقة قفزة نوعية لدى الشعب الأحوازي، لأنها كسرت بشكل قوي كل حواجز الخوف، بعدها بدأ الشعب العربي الأحوازي يتحدى النظام بالزي العربي، بكلامه العربي، فضلاً على بدء المقاومة بعد الانتفاضة النيسانية بعدة أشهر، حيث بدأت المقاومة الأحوازية المسلحة وتمكنت واستطاعت من ضرب العدوفي الصميم، فقد وجهت في أول يوم من اندلاعها ضربات إلى أربعة أماكن حكومية المتواجدة في الأحواز بالعاصمة ومنها مقاومة الأحواز.

> هل تمت حوارات بينكم كعرب وبين نظام ملالي إيران؟
– لا أبداً أولاً وقبل كل شيء أحب أن أوضح بأن العقلية الفارسية هي ليست عقلية حوار وليست عقلية ثقافة، وهذه اعتقد ملموسة بشكل واضح من خلال تصرفاتها وتدخلاتها في الوطن العربي وحتى على المستوى الإسلامي، فهي عقلية تآمر هي عقلية توسعية بمعنى الكلمة، فلا يمكن إذن للشعب الأحوازي الذي مطلبه هو تحرير الأرض والإنسان، أن يتحاور مع العقلية الفارسية أو يتحاور مع النظام الفارسي، لا يمكن أن يتحاوروا معهم فهؤلاء الملالي بعيدون كل البعد عن لغة الحوار والسلام والمنطق فإذا كان هناك لغة حوار موجودة لدى هؤلاء لأعطوا الشعوب الموجودة تحت ما يسمى بجغرافية إيران حقوقية القومية والوطنية، يعني النظام الذي يمنع الإنسان العربي من لبس زيه العربي، يمنعه من تدريس لغته العربية، يمنعه من كثير من الأمور البسيطة، لا يمكن لهذا النظام الفارسي العنصري أن يتفهم ونطرح معه لغة الحوار.

> هناك في الجمهورية اليمنية يوجد تمرد في بعض مناطق محافظة صعدة ويقوده المتمرد المدعو عبدالملك الحوثي وهذا التمرد مدعوم إيرانياً، وما يجري في بيروت من قبل أسبوعين سيطرة بعض مليشيات حزب الله لبيروت والجبل وغيره، بحكم خبرتكم في الفرس ألا ترى أن هذا يأتي في إطار المشروع الفارسي في السيطرة على المنطقة العربية برمتها؟
– بالتأكيد هذا هو ما يطمح إليه النظام الفارسي في طهران واستطيع أن أقول لك أخي الفاضل بما أننا نحن الأحوازيون أكثر احتكاكاً من إخواننا العرب بالفرس نعرف كيف يتصرفون وما هي أهدافهم، بكل تأكيد أخي الفاضل إن الهدف الرئيسي للنظام الفارسي العنصري “الشوفيني” هو إعادة الإمبراطورية الفارسية الكسروية، بحيث يعتقدون الفرس وهذا موجود في معظم كتبهم بأن العرب في الفتح الإسلامي هم من أسقطوا إمبراطوريتهم العظيمة، كما يزعمون أنه كان لها دور في العالم، فكل هذه التدخلات السافرة في الوطن العربي من إسناد ودعم التمرد المرفوض في وطننا الحبيب اليمني والتدخل السافر في شؤون لبنان والتدخل السافر أيضاً في الوطن الشقيق العراق الذي كلما يحدث، نقول إن في أيادي إيرانية وفي مخططات إيرانية في العراق، نعم كل هذه مخططات إيرانية، وأقول أن موضوع إثارة البلبلة في البحرين الشقيق هذا لا يخرج أيضاً من إطار الخطة الفارسية، طبعاً نحن الأحوازيون نعرف جيداً أن الفرس لا يمكن مهما تلبسوا بأي ثوب سواء كان ملكياً أو شاهً أو دينياً فالعقلية الفارسية التي هي عقلية توسعية تطمح إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية ونحن إخوانكم الأحوازيون نحذر إخواننا في اليمن بأن يكونوا على يقظة ولا يخدعوا فيما يقوله اللسان المنافق الظاهر للنظام الملالي، فبالتأكيد هناك مخططات جهنمية لدى الفرس، هناك مشروع جهنمي لدى النظام الفارسي يستهدف الوطن العربي في الصميم، فندعو الأخوة اليمنيين إلى أخذ الحيطة والحذر ومواجهة هذا المشروع بكل عزيمة وإصرار.

> أستاذ أبو ناهض ما هو الدور الذي تعولون عليه أو تطلبونه من الأنظمة والشعوب العربية في دعمكم ونضالكم المشروع ضد النظام الفارسي؟
– القضية الأحوازية هي بالطبع قضية عربية بحتة نحن نعتبر القضية الأحوازية هي قضية عربية ومن القضايا الرئيسية ونحن لا نؤمن بأن القضايا العربية تتجزأ أو الموقف العربي يتجزأ مثلاً تدعم القضية الفلانية ولا تدعم القضية الفلانية، لأن الوقت غير مناسب، بل الموقف العربي يجب أن يكون موقفاً موحداً باتجاه كل القضايا العربية، القضية الأحوازية فيها 8 مليون عربي من العرب الأصليين في وطن مثل وطن الأحواز الذي تكون مساحته من 372 ألف كيلو متر مربع وهذه مساحة واسعة جداً وتمتد من مضيق باب السلام أو ما يسمى هرمن إلى العراق، فهذه القضية بهذا الحجم لا يمكن للأخوة العرب أن يتناسوها وينسوها لأنها قضية عربية ومن كل الأخوة العرب والأنظمة الرسمية الجماهيرية العربية نطلب مد يد العون والمساعدة وأن أرض الأحواز هي الجبهة الأمامية للتدخلات الفارسية، ونحن نعتقد أن التاريخ سيثبت ذلك إذا تحررت الأحواز ستكون السد المنيع للتدخلات الفارسية في الوطن العربي، ومن جهة ثانية إن تحرير الأحواز هو السند الرئيسي للعروبة في الخليج، “يعني” إذا تحررت الأحواز تحررت الضفة الشرقية للخليج العربي، فيكون الخليج عربياً بكل أصالته وعراقته، هذا ما نطلبه من الأخوة العرب في مد يد العون والمساعدة لإخوانهم في الأحواز، لأنه كفى تجافياً للقضية الأحوازية كفى هجراناً للقضية الأحوازية من قبل إخواننا العرب.

> من الملاحظ أن وسائل الإعلام العربية بشكل عام دون استثناء مغيبة للقضية الأحوازية وفي نفس الوقت لم نجد أي وسائل من قبل المقاومة الأحوازية لنشر قضيتها، ما هي الآلية التي تتبعونها في نضالكم للتعريف بقضيتكم؟
– طبعاً أخي الكريم إن ما يؤلمنا من الأخوة العرب أن يمنعوا عنا وسائل الإعلام من الجريدة إلى الفضائية إلى التليفزيونات، هذا ما يؤلمنا ونتمنى أن يفتحوا لنا هذا الباب الإعلامي حتى يمكن للعالم أن يتعرف على قضيتنا، على أضعف الإيمان الشعب العربي ووطننا العربي يتعرف على قضيتنا، لأننا نحن الأحوازيون حقيقة بدأنا نضالنا بإمكانياتنا الذاتية وهي بكل تأكيد إمكانياتنا الذاتية متواضعة، لا نستطيع أن نوفر الآليات اللازمة ليكون إعلامنا إعلاماً قوياً ونسمع صوتنا إلى العالم.

> ما هو الباعث للانتفاضة النيسانية التي انطلقت عام 2005م ضد النظام الفارسي وما هو سبب الانتفاضة؟
– أخي الفاضل طبعاً الانتفاضية النيسانية هي ليست الانتفاضة الوحيدة وقد سبقتها بكل تأكيد ثورات وانتفاضات عديدة طوال فترة الاحتلال، والسبب الرئيسي هو وجود الاحتلال على أرض الأحواز، “يعني” الانتفاضة النيسانية كانت دواعيها بأنها ترفض الاحتلال، فحضور الجماهير هو رفض لوجود الاحتلال، هذا من جهة ومن جهة ثانية سبقت الانتفاضة بعدة أشهر تسرب وثيقة من مكتب رئاسة الجمهورية التي تسمى بـ”إيران الإسلامية” تسربت هذه الوثيقة والتي تحمل في طياتها عدة بنود عنصرية “شوفينية” تنص على تهجير مليون ونصف المليون من عرب الأحواز إلى المدن الفارسية واستبد الهم بمستوطنين فرس، “يعني” يأتون ويحلون مكان المواطنين الأحوازيين، هذا من جانب، ومن جانب ثان تنص نفس الوثيقة على أن ترحل وتهجر النخبة الأحوازية من المعلمين والمهندسين إلى العمق الفارسي كي تصبح الأحواز خالية من الطاقات العلمية والفكرية، وهذا ما جعل الشعب الأحوازي ينتفض ويواجه هذه الفكرة والخطة الجهنمية بكل بسالة، وبكل شجاعة، حتى استمرت الانتفاضة ما يقارب شهر، بكل تأكيد تداعيات الانتفاضة مازالت إلى اليوم بين الحين والآخر وفي منطقة وأخرى تنتفض الجماهير الأحوازية ضد الاحتلال الفارسي البغيض.

> كيف واجه الاحتلال الفارسي انتفاضتكم المباركة هذه؟
– واجهها بالنار والحديد مع أنها سلمية لهذا فقد سقط فيها ما يقارب “150” شهيداً وهناك عشرات الجرحى بل مئات والآلاف من الأسرى، بحيث وصل معتقلون الانتفاضة إلى “25” ألف معتقل وأسير في سجون الاحتلال الفارسي.

> ما الذي تطالبون به القوميين العرب من خلال هذا المؤتمر “المؤتمر القومي العربي”؟
– طبعاً نحن وفد أحوازي متواجد هنا في عاصمة العروبة صنعاء وفي نفس الوقت في المؤتمر العربي القومي كضيوف على المؤتمر نطالب الأخوة القوميين العرب بما صرحوا به هم ضمير الأمة ألا ينسوا القضية الأحوازية ويجعلوها ضمن القضايا الهامة للأمة العربية وأن يصرحوا بتصريح العبارة أن الأحواز عربية ويجب أن تعاد إلى الحاضنة العربية، هذا ما نطلبه من الأخوة في المؤتمر العربي.

صحيفة أخبار اليوم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى