تقارير

12 يوما ركعت إيران: الهجوم الإسرائيلي الخاطف وسقوط خامنئي في الظل

بقلم : عادل السويدي

في فجر الجمعة 13 يونيو 2025 وفي حوالي الساعة 02:15 فجرا دشنت إسرائيل عملية عسكرية نوعية وصفت بالأسرع والأكثر دقة في تاريخ صراعها مع إيران خامنئي. اجتياح سهل وخاطف كشف هشاشة البنية العسكرية للحرس الثوري الإيراني، وقاد إلى نتائج مذهلة لم تخطر على بال ((أوعى)) عسكري ايراني أو عربي خلال 12 يوما فقط، من يوم الجمعة 13 يونيو ولغاية 24 يونيو 2025م.

رغم أن إسرائيل امتلكت القدرة الكاملة على تصفية المرشد الإيراني علي خامنئي، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدخّل شخصيا لمنع نتنياهو من تنفيذ الضربة المباشرة، مفضّلا إبقاء رأس النظام قائما في هذه المرحلة، لأنه يحتاج ((توقيعه)) !!.

خامنئي الذي اختفى عن الأنظار منذ اليوم الأول للهجوم، ظهر في اليوم السابع من الحرب عبر تسجيل مصور بثه من مخبئه داخل أحد الأنفاق – على أساس انها المحصنة-، كرر فيه خطاباته الدعائية المعتادة: تهديدات جوفاء، مزاعم بتدمير الجيش الإسرائيلي، وإيحاءات بانتصار وهمي، لم تصمد أمام ما تقوله لغة الأرقام والخراب والاجتياح لإيران من أقصاها لأقصاها.

اليكم الأرقام التي تقلب المعادلة، مقدمة للعقول النفككة للتعقيدات ولمعنى الاجتياح العسمري الذي كانت مرتفبا وناتجا موضوعيا لتداعيات 07 اكتوبر، وليست للعقول المصابة بنظرية ((المؤامرة والمسرحية واللعب)):

خلال 12 يوما فقط، نفذت إسرائيل:

– 1480 ضربة جوية على مواقع عسكرية إيرانية، شلّت بالكامل.

– 1500 طلعة جوية، تركز معظمها على طهران والمناطق الغربية في ايران.

– 3500 صاروخ وقنبلة أُلقيت على أهداف حيوية، أغلبها في العاصمة الإيرانية : طهران.

– 600 موقع عسكري حساس التهمتها النيران الاسرائيلية المباشرة، خصوصا مستودعات الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي.

– 260 موقعا هجومياج تم تدميرها عن بكرة ابيها، إلى جانب 80 موقعا للدفاعات الجوية أُخرجت من الخدمة.

ويأتي هنا السؤال المحوري : ماذا عن البرنامج النووي الإيراني؟

في الأيام الأولى للهجوم والاجتياح الإسرائيلي-الذي لم يكن يتوقعها أغلب المنظرين ((القوميين العرب واخوان المسلمين واشباههم وأصحاب الاتجاهات الشيوعية التي يدور اغلبهم في فلك الملالي)) – استهدفت إسرائيل منشآت نطنز وأصفهان، قبل أن توسع هجماتها لتشمل أراك، بارچين، طهران، كرج، وبناب.
ثم جاءت الضربة الحاسمة من الجانب الأميركي، حين شنت القاذفات الاستراتيجية الأميركية هجمات عسكرية مدمرة فجر يوم السبت الموافق 21 يونيو 2025م على المنشآت النووية المحصّنة تحت الأرض في (فوردو وأصفهان ونطنز)، ما أدّى – وفق التقييم الإسرائيلي – إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

وفي خضم هذه الضربات، نفّذت إسرائيل عمليات نوعية أدت إلى تصفية 30 قياديا من الصف الأول في الحرس الثوري، بين قادة عسكريين وأمنيين بارزين.

والسؤال الذي لا يزال يحتاج للاجابة هو:

في زحمة الغارات وحطام المنشآت وسقوط الكوادر، أين كان خامنئي طوال 12 يوما؟
هل كان مختبئافي أعماق الأرض، أم تراه كان يتابع بصمت انهيار مشروعه، وعجزه عن الرد، فيما تسقط إسرائيل خلال أقل من أسبوعين فقط ركائز النظام الإيراني واحدة تلو الأخرى؟

الإجابة لا تزال طي الكتمان، ولكن الصمت الذي لف طهران كان أبلغ من أي خطاب.

المصادر:
تلفزيون BBC العربية
تلفزيون إيران انترناشنال
وتلفزيون 12 الاسرائيلية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى