للناس أفكار وعقائد وأشياء مهمة أخرى يعتزون بها وأحيانا يتشاجرون وحتى يتقاتلون من أجلها وكلما طال أمد هذه الأشياء والأفكار والعقائد يزداد الإنسان ثباتا بالدفاع عنها لأنها تصبح جزء منه ومنا من يصبح جزء منها , تلازمه أينما ذهب فيستند إليها وكأنها من البديهيات التي عادة ما يستند إليها الإنسان حين يريد أن يثبت صحة ما يقول أو يدعي للآخرين وهذا حقه بالتأكيد لأنها تصبح عنده بديهية و واضحة وإلا لمَ آمن بها .
أنا بدوري كانسان ينتمي إلى منظومة معينة من الأفكار والعقائد لا أختلف كثيرا مع الآخرين فلدي أشيائي أيضا وعقائدي وأفكاري فيها ما أشترك به مع الآخرين وفيها ما أختلف معهم. في البداية كانت أحلامي جميلة ووردية كما يقولون, كنت أحلم بمدينة فاضلة يعيش بها البشر متساوون في الحقوق والواجبات الكل يأخذ نصيبه من الأشياء التي يستحقها كي يعيش حرا كريما لا تنتهك له مقدسات ولا يحرم من أمور خاصة به.
وهذه الأحلام طبيعية جدا لمن يعيش بنفس الظروف التي أعيشها أنا كانسان أحوازي بلده محتلة منذ عقود ويرى المحتلين يصولون ويجولون دون رادع أو وازع يرتكبون الجريمة تلو الأخرى بحق هذا الشعب الأبي, ومن منا من لم يحلم بتحرير الأحواز وتشكيل دولتنا المستقلة . وحين اطلعت على بعض الظروف التي يعيشها الأخوة المناضلون تراجعت عن تلك الأحلام اللامعقولة !!! فما جدوى أن يحلم الإنسان دون أن يستطيع بلوغ مبتغاه وتحقيق أحلامه.
لكني لم أتراجع بالمرة كما يقولون بل وضعت شروطا لأحلامي وتحقيقها وصرت أردد دائما و أتمنى فأقول :إن تحقق كذا سيكون لنا كذا ومن ضمن هذه الأمور وضعت شرطا لتحقيق أكبر أحلامي وأعظمها وأجملها وقلت إن توحد السياسيون الأحوازيون سيكون لنا دولة شاء العدو أم أبى لأن الشعب الأحوازي أصبح يذهلنا جميعا بما يقدمه من تضحيات أكثرنا تفاؤلا لم يكن يتوقع أن تحصل .وبعد الإطلاع على الأمور عن قرب تنازلت عن هذا الشرط وبالتأكيد سيتأخر تحقيق الهدف المنشود .
فوضعت شرطا آخر أقل كلفة وجهدا من سابقه على السادة والسيدات المناضلين وقلت: لو كان لنا عملا مشتركا دون الوحدة حتى, لكنا قادرين على رؤية الأحواز محررة على يد أبناءها إنشاء الله وإن تأخر الموعد فلمَ الاستعجال!!! ولكن عندما رأيت أنني تشاجرت غير مرة مع صديق لي حين قررنا هو و أنا أن نكتب رسالة مشتركة ورغم قصر هذه الرسالة حيث أنها لا تتعدى الخمسة سطور ولا أبالغ إذا قلت أننا اختلفنا بعدد كلماتها ربما وتكاد علاقتي به أن تنتهي بهذه الرسالة التي لا أهمية لها لو لا معاناة الغربة, عندها قررت أن أتنازل عن شرطي وحلمي هذا ولا أفكر بالعمل الأحوازي المشترك كي لا نزيد الطين بلة .
لكن وبما أنني معروف بين أصدقائي بالعناد لم أتنازل عن كل شيء فوضعت هذه المرة شرطا أو ربما لا يصل إلى مستوى الشرط وهو :إذا انسجمنا في كيفية طرح قضيتنا أمام العالم لتحقق لنا ما نصبو إليه أي ليس بالضرورة أن نتوحد أو أن نتفق على عمل جماعي مشترك بل أن يعبر كل واحد منا بمفرده ولكن ليس كما يشتهي هو بل كما يريده و يستحقه الشعب العربي الأحوازي وأن لا نفرط بمستحقات الأحوازيين وممتلكاتهم و مقدسا تهم حسب أهواءنا واجتهاداتنا ومن الآن, فوقت التنازل لا يزال أمامنا !!! .
أخيرا أتمنى أن لا تسببوا في تنازلي عن حلمي الأخير هذا فلم يبقى لديّ ما أحلم به إلا إذا حلمت لا سمح الله أن أكون مواطنا إيرانيا وهذا الشيء لا أريده لنفسي أبدا و أفضل الموت عليه وأجزم أن أغلبكم لا يريده لي أيضا ولكم جزيل الشكر .