تصاعد التوتر بين الأحوازيين والاحتلال الفارسي بعد الهجوم على مخفر الشرطة في مدينة تُستر

تعدّ مدينة تستر في إقليم الأحواز جنوب غرب إيران، منطقة ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لنظام الحكم الفارسي، وذلك بسبب موقعها الجغرافي الحيوي القريب من الحدود العراقية والخليج العربي، وتعد هذه المدينة واحدة من أكثر المناطق تمردًا على النظام الفارسي، وهذا يعود إلى القمع الذي يتعرض له سكانها الأحوازيين، والذي يمتد منذ عقود.

وفي هذا السياق، شهدت المدينة يوم الأحد 23 أبريل 2023 اشتباكات عنيفة بين مجموعة مسلحة من أبناء المدينة، وبين شرطة الاحتلال الفارسي التي تتمركز في المنطقة، وذلك على خلفية مقتل أحد أبناء المدينة (فرحان سليمان الكعبي) برصاص قوات الأمن الفارسي.

وقد بدأت الاشتباكات بعد هجوم المجموعة المسلحة على مخفر الشرطة، والذي أسفر عن إصابة ضابط فارسي وإحدى حالات الاشتباك المباشر الأكثر دموية بين الجانبين، وقد تبادل الطرفان إطلاق النار بكثافة، وانتشرت الأخبار عن وقوع ضحايا وإصابات أخرى في صفوف المدنيين، إلا أنه لم يتم التأكد منها بعد.

وتشير المصادر إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى الآن في المنطقة، وتحاول القوات الأمنية الفارسية السيطرة عليها، بينما يواصل أبناء المدينة مقاومتهم واستمرارهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة، وتحرير أرضهم من الاحتلال الفارسي الذي يفرض سياسات قمعية وتمييزية ضدهم.

وتعتبر هذه الحادثة من بين سلسلة هجمات واشتباكات بين القوات الأحوازية المسلحة والقوات الإيرانية المنتشرة في المنطقة. وتشهد المنطقة الأحوازية المحتلة من قبل النظام الإيراني اضطرابات ومواجهات متكررة بسبب مطالبة الأحوازيين بالحرية والاستقلال عن النظام الإيراني وتحقيق حقوقهم الثقافية واللغوية والاقتصادية والاجتماعية.