ثم تم الطلب من للسيد حافظ الفاضلي، أحد قياديي حزب التضامن الديموقراطي الأهوازي، والقادم هو ورفاقه وأمين عامهم السابق السيد جليل شرهاني كوفد من بريطانيا، وألقى كلمته التي تطرّق فيها عن شكر حزب التضامن للاخوة والاخوات القائمين على عقد هذه الندوة وفي هذه المناسبة الهامة، وأثنى في كلمته عن معاني انعقاد مثل هذه الندوات، وكذلك أصر على ضرورة ملأ الفراغ في اي مشاركة فاعلة مناوئة لنظام الملالي، وعلى أي صعيد كان، في اي ثورة ستندلع في الداخل الايراني، أو حتى بالتحالفات السياسية الجماعية في المنافي الاوروبية مع كل القوى الايرانية المناوئة لنظام ولاية الفقيه.
وفي نهاية كلمته، تحدث السيد الفاضلي عن مدى الفائدة التي تكتسبها الفصائل والاحزاب الوطنية التي تشارك في هكذا فعاليات وتتبادل وجهات نظرها حول أغلب الاصعدة الوطنية التي تحتاج للنقاش والحوار الدائم بصددها.
ثم قدم الاخ فرحان الكعبي من السيد عابد الشمري، عضو المكتب السياسي لجبهة الأحواز الديموقراطية (جاد)، الذي شكر القائمين على الندوة في دعوتهم له بالحضور، فألقى كلمته السياسية الرائعة بالمناسبة وقال بأن مثل عقد هذه الندوات والتجمعات الوطنية هي احدى الصفحات الرائعة في التاريخ الكفاحي للحركة الوطنية الاحوازية بشكل عام، وهي فرصة رائعة تجعلنا كوطنيين في الاحزاب والجبهات والتجمعات نقترب لبعضنا ونكوّن التكتلات الجماعية كي نعمل جميعا من اجل تحقيق أهداف شعبنا العربي الاحوازي المقاوم ضد عدونا الايراني الارهابي.
وختم بالدعوة إلى مواصلة التلاحم والتآخي بين الفصائل الوطنية من أجل السير في طريق الثورة وتحرير الأحواز العربية.
ثم بعد السيد الشمٍري تم دعوة السيدة الاحوازية آمنة هاني بالتوجه للمنصة لإلقاء كلمتها، وبادرت في اخذ الميكروفون وباشرت بالإجابة عن مقترح أبداه السيد عادل السويدي في كلمته حول إعادة تعريف مفهوم (الشهيد) وأن يشمل هذا المفهوم كل من يسقط من أبناء وبنات وأطفال وشيوخ ونساء الأحواز في شتى الساحات الاحوازية ممن يسقطون صرعى برصاص الاحتلال والالغام والحوادث المتعمّدة، واضافة رصد كل أساليب الاستهداف الايراني الارهابي والمتنوع للانسان الاحوازي، أن يشملهم مفهوم (الشهيد)، واضافت السيدة “ام نزار” أن هذا المفهوم هو مفهوم مقدّس وأرقى مقاما من المقام الذي وهبه الله للأم حينما (جعل الجنة تمت أقدامها) وقالت: (بأن الجنة خُلقت أساسا من أجل الشهيد كي يخلد فيها أبدا)، تقديرا حقيقيا لمكانة وقدسية الشهيد.
واستطردت قائلة بأن شعبنا العربي الأحوازي ورغم مرور قرن من ظلم الاحتلال الايراني، لم يتمكن عدونا من تغييب شعبنا وتذويبه في سياسات القهر التفريسية، ولم تستطع دولة الاحتلال : ايران وانظمتها الشريرة المتعاقبة من الغائه أو صهره، فها هو شعبنا العربي المقاوم الصامد على أرضه، بل أنه المتشبث بارضه ويفجّر انتفاضاته الشجاعة ضد المحتلين وكانت آخر انتفاضة له قبل عامين، سمّيت بانتفاضة العطش التي خرجت في عموم المدن والقرى والارياف الاحوازية في العام 2022.
وبعد انتهاء كلمتها، دعى مدير المحاور السيد حسين المذحجي الحضور لاستراحة قوامها 20 دقيقة والتوجه إلى الصالة خارج القاعة لتناول المعروض على الطاولات من المشروبات وبعض المأكولات.
ثم طلب من الحضور التوجه للقاعة بغية ادامة برنامج الندوة، فقدّم المذحجي الأخوة عادل السويدي – مسؤول المكتب السياسي للحركة والسيد ناهض أحمد مولى العضو القيادي في الحركة لتناولهما المحور الثالث الذي كان بعنوان (شهداء الأحواز والدروس المستفادة من تجربتهم الوطنية)، وناقشا فيه ((وللمرة الاولى)) الوضع الأمني والاختراقات الايرانية للفصائل الوطنية الاحوازية ومنها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز.
وجاء في تناولهما هذا المحور الكثير من المعطيات والمعلومات الأمنية الخطيرة التي تم عرض بعضها في الصحف الهولندية وكانت اعترافات لبعض مرتزقة نظام الملالي من الاحوازيين وكشف بعض الأسماء منها الذين كانوا يتلقون التعليمات والتدريبات والتمويل من السفارة الايرانية بهولندا وغيرها لمراقبة المناضلين الاحوازيين النشطين في هولندا وبريطانيا وغيرهما، وكانت من نتائج أفعال هؤلاء المرتزقة والجواسيس (الاحوازيين والبعض العراقي والسوري) استهداف القائد والمؤسس لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز الشهيد احمد مولى بالرصاص الايراني المسعور الذي تم اغتياله في هولندا بتاريخ 08 – 11 – 2017، ثم تواصل العمل التجسسي والمراقبة للقيادي الثاني في حركة النضال الشهيد حبيب اسيود الذي تم خطفه في شعر أكتوبر العام 2020م، وقبلهما أقدمت سلطات الملالي المجرمة بدس السم للقيادي والرمز الوطني الاحوازي الشهيد محمد شريف النواصري الذي تمت تصفيته بهولندا في 22 – 03 – 2007، وكذلك بذات الاسلوب الاجرامي تم إغتيال القيادي الاحوازي الشهيد منصور الاحوازي في لندن العام 2008م.
ثم أكمل السيد ناهض أحمد مولى الموضوع الأمني ومجرياته الايرانية الخطيرة في هولندا وفي دول أخري وذكر في حديثه أن حركة النضال تقوم بتناول هذا الشرح المعلوماتي الأمني بشمل دوري عبر الفضاء المجازي وترى أن تناول هذا الموضوع الخطير هو من اولوياتهم وذلك من أجل بناء وعي أمني مضاد للاختراقات الايرانية وبناء جهاز مناعة وطني لكشف أساليب مخابرات الملالي، من جهة، وزيادة الوعي الأمني لدى الأفراد والمجاميع الوطنية الاحوازية في المنفى وفي الداخل، وضرورة ترك الثقة العمياء في التعامل مع القادمين الاحوازيين الجدد إلى أوروبا والبحث المعلوماتي الجاد عن هوياتهم واصولهم والحصول عن السيرة الذاتية لكل فرد منهم، خصوصا ممن يتعمّدون التقرّب إلى مسؤولي الأحزاب والسعي إلى دخولهم فيها كأعضاء ومسؤولين.
ثم حذّروا الأحزاب الوطنية الاحوازية من إعادة النظر ب(كُتّاب البيانات السياسية) في احزابهم، وهي التي اغلبهم يعانون من نقص في الكوادر القادرة على كتابة النصوص السياسية الموضوعية.
ولفت هذا الطرح الامني مسامع وانظار الحضور، واندهشوا لبعض المعلومات الجديدة التي سمعوها لأول مرة، ولم يستمر السيدان (عادل وناهض) من الاستمرار في محاضرتهما الأمنية بسبب ضيق الوقت، فشكرهما السيد حسين المذحجي على طرحهما المفيد.
ثم كان وقت المحور الرابع والأخير الذي جاء بعنوان (المحور الوطني والعربي)، فطلب مدير المحور السيد ناهض احمد مسؤولي الأحزاب والفصائل الوطنية بالصعود لأخذ مكانهم على المنصة، فصعد :
– السيد جليل شرهاني (عن حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي)
– والسيد عبدالرحمن الحيدري (عن التيار الوطني العربي الديموقراطي في الاحواز)
– والسيد مهدي الزبيدي (عن حركة التحرير الوطني الاحوازي)
– والسيد عابد الشمري(عن جبهة الأحواز الديموقراطية جاد)
– والسيد حاتم صدام (عن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز )
– والسيد حميد العسكر (مناضل سوري)
وطرح على كل واحد منهم الأسئلة التالية :
– هل وحدة الهدف السياسي أهم، أم وحدة الصف الوطني الأحوازي؟
– ماذا عن التوافق الوطني حول السعي في توحيد الخطاب السياسي والاعلامي الاحوازي والمفاهيم المستخدمة؟
وكان حوارا شيّقا تحدّث كل مناضل منهما بجدية وتركيز في اجوبتهما الرائعة، نحيل القُرّاء لمشاهدة ذلك الحوار والإجابات الثرية والشفافة من خلال المقاطع بالصوت والصورة المقرونة في نهاية هذا التقرير.
يذكر في الختام أن هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة من الفعاليات التي تنظمها حركة النضال العربي لتحرير الأحواز لتعزيز الوعي بالقضية الأحوازية وتسليط الضوء على معاناة الشعب الأحوازي تحت الاحتلال.
2024 – 06 – 18