كلمة السيد حاتم صدام رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في ذكرى يوم الشهيد – لندن
أحوازنا | المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات الكريمات …
أيها الحضور الكريم …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في 13 يونيو من عام 2005، أشرقت شمس النضال والحرية على أرض الأحواز العربية، وهبّت حركتكم الباسلة بإعلانها انبثاقا جريئا ومفاجئا الجميع، وإنطلاقا موضوعيا واصطفافا مع اخواتها في الحركة الوطنية الاحوازية الموقرة، في الداخل وفي المنافي، أعلنته كفاحا وطنيا عربيا لتحرير تلك الأرض المغتصبة، وأعلنت بإقدامٍ وقوة عن وجودها كقوةٍ مقاومة وميلاداً طبيعيا ضمن الصيرورة الوطنية المضادة للرؤية الفارسية الفاشية لتتصدى لمشروع الاحتلال بكل وعي وإقدام.
وعبّرت عن عملها المبدع والجريء بتوثيق مرئي قل نظيره حينها، فقلبت الطاولة على حسابات القوى الأمنية والإقتصادية للاحتلال التي اعتقدت خائبة أنها كانت قد شلّت قدرة الوطنيين من مفاجئتها في اتخاذ “توقيت المبادرة” و “ضرب مفاصلها الحية” في التوقيت التي تختارها الحركة الوطنية الاحوازية، زمانيا ومكانيا، وفي غفلة من كل حساباتها الخائبة.
إن ذلك العمل الشرعي، والبطولي، الكمي والنوعي، التي قامت به حركتكم : حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، ألحقت الخسائر الجسيمة بالعدو وفي وضح النهار، وقدّمت للجميع البراهين الملموسة في عملها النوعي واما مرأى الجميع، فرفعت معنويات شعبنا العربي الأحوازي وطلائعه الثورية الباسلة، من جهة، وأجبرت نظام الاحتلال على الاعتراف مرغماً ببأس مقاومتكم الوطنية الباسلة في الميدان وضد اهداف عسكرية واقتصادية وامنية دقيقة، وتكرار نذيرها ووعيدها، ولسنوات متواصلة، من جهة ثانية. وكشفت تخبط المحتل انذاك في تحليلاته وتصرفاته التي دلت على فشله الذريع في حماية أمنه واستقراره غير الشرعي في الأحواز العزيزة، من جهة ثالثة واخيرة.
ان هذا اليوم التاريخي الذي سجله ابطالنا المقاومين الميامين قبل جيلنا و في لوحة النضال الوطني والعروبي المضيئة بأحرف من نور، أعاد لنا ذكريات المعارك الباسلة والبطولات العظيمة التي خاضها آباؤنا وأجدادنا في طريق تحديهم للوجود الاحتلالي الفارسي الغاشم، فكان نضالهم وثوراتهم ضد الاحتلال الفارسي سجلت ارقاما قياسية لم تقم بها حركات التحرر الوطنية في عموم منطقتنا العربية، فتجاوزت ثورات الاحوازيين ال18 انتفاضة وثورة، بالرغم من اننا لم نسجل لغاية الساعة طرد وتصفية الاحتلال، ولكنها دالة على اننا نقترب من هذا الهدف الانساني المقدس.
وأصبحت ذكرى “يوم الشهيد الأحوازي” محطة انطلاق لنضال شعبنا الاحوازي منذ صعودها المقاوم الجريء في انتفاضة الارادة الوطنية في ابريل 2005 وتحت راية “كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر”، وإرتفعت هامات ابناء وبنات شعبنا الباسل فخرا واعتزازا بالمولود الوطني الشامخ والشرعي الجديد الذي تمثل عنوانه الأبرز : بحركة النضال العربي لتحرير الاحواز .
تلك الإنطلاقة الجريئة كانت بتاريخ في 13 يونيو 2005 وفي اعقاب تفجّر انتفاضة شعبنا الاحوازي على اثر “رسالة ابطحي”، والتي تزامنت بعد مرور حوالي شهريْن من حركة الجماهير الاحوازية الغاضبة التي خر٠ت في عموم المدن والقرى الاحوازية وكان موعدها يوم الجمعة 15 ابريل 2005م… وتزامن موعد الانطلاقة بالدقة المتناهية التي اتخذتها قيادة الحركة في يوم ذكرى استشهاد قياداتنا البواسل في “جبهة تحرير عربستان” الذين استشهدوا رميا بالرصاص الايراني المسعور بتاريخ 13 يونيو 1964م وكان في مقدمة تلك القيادة الشجاعة والواعية القادة الشهيد محي الدين آل ناصر والشهيد عيسى المذخور والشهيد دهراب آل ناصر وبقية ورفاقهم، أكّدت دقة رؤاها الوطنية واستشرفت حتمية التصادم بالعنف الثوري المنظم ضد الاحتلال الفارسي، فجاءت قراءة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز خلال ومن خلال تواجدها الميداني وقراءتها الحصيفة لتراكم تلك الحتمية التصادمية مع المحتل واتخذت ذلك الموقف في تفجّرها الموضوعي بناءً على ربطها بالصيرورة الوطنية التي راكمت خطاها وبوصلتها كل الحركة الوطنية الاحوازية المبدئية قبل انطلاقة العمل الثوري العاقل والرؤية الواقعية التي اتخذتها حركة النضال وفرضت اللغة التي يفهمها الحكام في طهران الفاشية. من جانب.
ومن جانب آخر، وبالرغم مما اعترى مسيرة العملية السياسية في المنافي تاليا من اخطاء جسيمة وسلبية، جعلت البعض من قيادتها وعناصرها من التوقف مليا مع الذات ومع تلك الأخطاء ونقدها على ارضية الاخلاص للقضية الوطنية ولرسالة الشهداء، بعدما اقترفت حركة النضال اخطاء سياسية فادحة في برهة من الزمن، وهو امر كان متوقعا، في ظل الصعوبات الجمة التي تعتري حركات التحرر الوطنية التي تتخذ هذا الاسلوب في العنف الثوري المنظم منهجا قويما لها، وخصوصا الاخطاء التي وقعت في الأعوام 2013 ولغاية 2015، وهي اخطاء تمكنا بصعوبة من الوقوف امام انحرافاتها وتأثيراتها النسبية، وكان وَقعُها بالتأكيد على الحركة، بشكل خاص، وعلى القضية الاحوازية، بشكل عام، كبير جدا، ورغم ذلك وقفت قيادة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، في المنفى وفي الميدان وقفة اعتراف بالخطأ وتشخيص المرض الذي اصابها، ثم بترت الغدة السرطانية عن جسدها، فطهّرت نفسها بنفسها،وبوعيها واستيعابها للخلل، وواصلت مسارها يشدّها هدفها المقدّس والدماء الزكية التي دفعتها من اجل ذلك الهدف.
وعودة على ذي بدء، وبهذه المناسبة الوطنيّة العزيزة على قلوبنا وقلب كل أحوازي غيور يؤمن بالنضال الوطني كطريقة مُثلى لنيل الحريّة والكرامة وتحقيق السيادة والاستقلال الوطني، مناسبة “يوم الشهيد الاحوازي”، تؤكّد لكم وامامكم حركتكم “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز” على ما يلي:
أولاً: تتمسّك الحركة بأهدافها التي انطلقت من اجلها في الميدان الأحوازي، فهي قدمت خيرة ابنائها وقياداتها في هذا المسار الوطني الصعب، وتوعدكم بأنها ستستمر بمواصلة النضال والبقاء على العهد مع دماء شهدائنا الأبرار، والقسم مع ابناء وبنات الحركة الوطنية الاحوازية الموقرة، بأنها ستعمل بكافة الوسائل المتاحة والمكفولة شرعاً وقانوناً، حتى الوصول في التقرير لحق شعبنا مصيره بنفسه وإعلان دولته الحرّة والمستقلة.
ثانيًا : تؤكد الحركة على ضرورة الوحدة الوطنية وتكامل جميع القوى والأطراف الأحوازية في مواجهة الاحتلال وتحقيق أهداف التحرير. إن التكاتف والتعاون بين جميع أبناء الأحواز، وبناته، بغض النظر عن خلفياتهم السياسية أو الاجتماعية والفكرية، فانه الضامن الأكبر للنجاح وتحقيق الأهداف الوطنية.
ثالثًا: تدين الحركة الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب العربي الأحوازي الواقع تحت نير وفاشية الاحتلال الإيراني الفارسي، بما في ذلك القمع السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي وارهاب الدولة التي تمارسها ضد شعبنا بكل وحشية. كما تدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية للتدخل والتضامن مع الأحوازيين لوقف هذه الانتهاكات والتصدي للقمع الإيراني ودعم حقه في تقرير المصير والحرية.
وفي الختام، تؤكد الحركة على الاستمرار جنبا الى جنب مع التنظيمات الوطنية الأحوازية لتحقيق أهدافهما الوطنية النبيلة، وتدعو جميع الأحوازيين للاستعداد التام لإستعادة حقهم المسلوب طيلة العقود الماضية
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
حاتم صدام – رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
13 يونيو 2023